واسترشاداً بأهداف "الكربون المزدوج"، أصبحت التنمية المستدامة في الصناعة الطبية اتجاهاً لا رجعة فيه. في السابق، كانت النفايات الطبية —وخاصة الضمادات الطبية التي تستخدم لمرة واحدة— تحظى بالاهتمام بسبب تأثيرها البيئي. أعلنت العديد من شركات الأجهزة الطبية الأوروبية مؤخرًا عن إطلاق الضمادات غير المنسوجة القابلة للتحلل البيولوجي بالكامل والتي تعتمد على مواد حيوية مثل حمض البوليلكتيك (PLA).
تُصنع الضمادات غير المنسوجة التقليدية في المقام الأول من مواد كيميائية تعتمد على البترول مثل البوليستر والبولي أميد، والتي تستغرق مئات السنين لتتحلل في البيئة الطبيعية. ورغم أن هذه الضمادات الجديدة الصديقة للبيئة توفر نفس الأداء والملاءمة التي توفرها المنتجات التقليدية، فإن ميزتها الأعظم هي أنها تتحلل بعد التخلص منها إلى ماء وثاني أكسيد الكربون في غضون أشهر في ظل ظروف التسميد الصناعي المحددة، مما يقلل بشكل كبير من العبء البيئي.
وفي حين حظي هذا الابتكار بإشادة واسعة النطاق من قبل دعاة حماية البيئة، فإنه يواجه أيضًا تحديات تتعلق بالتكاليف المرتفعة وقبول المستهلك. حاليًا، تعد هذه "الضمادات الخضراء" أغلى بنسبة 30%-50% تقريبًا من المنتجات التقليدية. ومع ذلك، عندما تبدأ مناطق مثل الاتحاد الأوروبي في النظر في فرض الضرائب على المواد البلاستيكية الطبية غير القابلة للتحلل، فإن القدرة التنافسية طويلة المدى للمنتجات الصديقة للبيئة سوف تصبح واضحة تدريجياً.
وقال خبراء الصناعة المحلية: "إن حماية البيئة سؤال يجب الإجابة عليه لمستقبل صناعة الأجهزة الطبية، وليس سؤالا اختياريا". وعلى الرغم من أن التكنولوجيا والتكاليف المرتفعة تشكلان حاليا العوائق الرئيسية، فإن تطوير المواد الخضراء بشكل استباقي له أهمية استراتيجية للشركات لتعزيز قدرتها التنافسية الدولية والوفاء بمسؤولياتها الاجتماعية.

English
中文简体
Español
عربى
Français
Português





